إن الحصول علي منصب
وزاري أو الانتماء إلي وزارة الخارجية ليس مؤهلاً كافياً للتعيين في المناصب
الدولية.
اليونسكو واحدة من أكثر منظمات
الأمم المتحدة تأثيراً في مجال التعليم والثقافة في دول العالم. ولعبت ولا تزال
دوراً مهما في الحفاظ علي التراث التاريخي للحضارة الإنسانية. ومنصب مدير
اليونسكو من المناصب المهمة والمؤثرة، وسيكون للدول العربية دور مهم في اختيار
مدير المنظمة الجديد عام 2016، ولمصر حظوظ مرتفعة في أن يكون مدير المنظمة
القادم أحد أبنائها إذا دققنا في الاختيار؛ فإذا لم تحسن الدول العربية ومصر
الاختيار ففي الغالب سيذهب هذا المنصب إلي مرشح من أمريكا اللاتينية. وعام 2016
ليس بعيداً بالنسبة للانتخابات في المنظمات الدولية، فالتحضير لهذه الانتخابات
تقتضي ترتيبات وتحضيرات طويلة الأجل، فيجب أن تستقر مصر والدول العربية علي
مرشحها من الآن.
وفي رأيي أن لمصر فرصة ذهبية، ولها
ممثل فرصه مرتفعة. فالسفير/ محمد
سامح عمرو أستاذ القانون الدولي العام بجامعة القاهرة، وسفير مصر الحالي
باليونسكو، يحظي باحترام مندوبي منظمة اليونسكو، وهو أول مصري في تاريخ المنظمة
يتم انتخابه وبأغلبية أصوات الدول الأعضاء رئيساً للمجلس التنفيذي لمنظمة
اليونسكو. ويبلغ محمد سامح من العمر (49) عاماً.
واسمه ينتشر كمرشح قوي للدول
العربية، إلا أنه يتردد أن لوزارة الخارجية المصرية رأيا مختلفا، حيث تري أن
محمد سامح ربما لا يكون الاختيار الأفضل لأنه Junior، أي لا يزال صغيراً -من وجهة نظر الخارجية المصرية- علي المنصب،
سواء من الناحية العمرية !! أو الوظيفية !! ووفقاً لما يروج داخل الأروقة فإن
الخارجية المصرية تري أن الأجدر بالمنصب يجب أن يكون رئيس وزراء أو وزيرا سابقا
حتي تكون فرص مصر أعلي !! ولم أفاجأ بهذا الموقف إذ أنه يعكس عرفاً سائداً داخل
العديد من المؤسسات الحكومية ووزارة الخارجية المصرية، وهو ذات الموقف الذي
اتخذته الأخيرة عند اختيار مرشح مصر في منظمة اليونسكو عام 2009. وعند اختيار
مدير وكالة الطاقة الذرية فاختارت السفير/ محمد شاكر ضد د/ محمد فتحي البرادعي.
ولا شك أن الخارجية المصرية كثيراً
ما تتحيز لأبنائها السفراء والوزراء علي حساب مرشحين لا ينتمون إلي هذه المؤسسة،
وكأنهم غير مصريين. إن هذا النهج والعرف يحتاج إلي مراجعة دقيقة، فلا أعتقد أن
سفير مصر في اليونسكو، والذي سبق أن عمل أيضاً ملحقا ثقافيا باليونسكو، ورئيساً
للمجلس التنفيذي باليونسكو، وخبيراً القانون الدولي العام، والحاصل علي
الدكتوراه من كلية لندن للأعمال London School of Business -وهي من أهم الجامعات البريطانية علي الإطلاق- غير مؤهل
للترشح، ولا يزال صغيراً علي المنصب !!!
أريد أن أذكر وزارة الخارجية
المصرية، أن رئيس البنك الأوروبي للإنشاء والتعمير -ومقره لندن- إنجليزي الجنسية
من أصل هندي، ويبلغ (45) عاماً، وكان يشغل منصب وكيل وزارة العدل البريطانية. وقد انتخبته مصر، وهي عضو مؤسس بالبنك، ولم تعترض عليه وزارة
الخارجية المصرية لأنه صغير في السن، أو أنه لم يسبق له الحصول علي منصب وزاري.
فهل المناصب الدولية حلال علي غيرنا وحرام علي المصريين؟!
إن موقف الخارجية المصرية يحتاج إلي مراجعة حيال نظرتها إلي جيل الوسط، إن وزير التعليم الفرنسي يبلغ من العمر (41) عاماً، ووزيرة التعليم السويدي (28) عاماً. فاختيار مرشح في بداية الخمسينيات من عمره ليس عيباً بل مزية لبلاده...
إن الحصول علي منصب وزاري أو
الانتماء إلي وزارة الخارجية ليس مؤهلاً كافياً للتعيين في المناصب الدولية.
|
أزال المؤلف هذا التعليق.
ردحذفلقد ضمنت النظام الضريبي وإجراءات التقاضي نفس فقرة حقوق الأقليات كأنهم مؤشر واحد وهو عنوان الفقرة ثم أشرت في الخاتمة عدد أربع مؤشرات وهذا يسبب لبسا لدى القارئ. من ناحية أخرى كنت أتمنى أن تستوفي المؤشرات العشر كما شرحت في برنامج إبراهيم عيسى أمس. شكرا
ردحذف